فاجعة الإمام السجاد عليه السلام

شهرُ المُحـَـرَمِ يا جُـروحَ فؤادي
وأنينُ صُـبـْـحٍ مُـكـتـسٍ بـسـوادِ

ماذا حويْتَ من المصائبِ يا تـُرى
حتى هززتَ العرشَ فوقَ شِـدادِ

أطلقتَ سهماً في حَــشـاً لــمحمدٍ
ومحمدٌ يـبـكي على الأحـفـادِ

ذبــحٌ عظيمُ فيكَ غِــيـْـلَ بعشرةٍ
كانتَ لموسى آخِــرَ الميعادِ
(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ)

مَـكـنـونُ سِـرٍ للـذين تـقـدموا
من مرسلينَ بـحكـمـةِ الإيـجـادِ

وبعشرةٍ قــد تـم دفـنُ أطـايـبٍ
ورؤسُهم نُـزِعَـت من الأجـْـسـادِ

بقيت ثلاثاً والعَـراءُ كِـسائـُـها
والغـُـسْـلُ مِـن عَـيْـنٍ لشمسِ بوادي

وأبـيْتَ أن تمضي بأخـِـرِ عـشـرةٍ
من دونما رُزءٍ لـخيـرِ عِــبـادِ

بعدَ الـشـهيـدِ وما جرى في كربلا
كانَ الـخِـتـَامُ مُـصـيْـبة الـسـجــَّـادِ

زيـنُ العبادِ سميُ حيدرة الوصي
أكـْـرِم بـنسْـلٍ طاهـِـرِ الأجدادِ

لـهـفـي عليه يجودُ بالنفس التي
للزهـدِ كـانت مضربَ الزُهـادِ

قد غِـيـلَ بالسمِّ النقيعِ من العِدى
كالمجتبى عـَـلَـمُ الـهُـدى والهادي

عاشَ الحياةَ وفي المحاجـِرِ أدمُـعٌ
للناسِ تحكي فِعـلةَ الأوغـادِ

تروى من السفرِ العظيمِ ملاحِـماً
قد سُـطـرت في صفحةِ الأمـجـادِ

ألحانـُـها عُـزِفـت بشريانِ الدما
وتناغـمت في روعةِ الإنـشـادِ

ما جـاءهُ زادٌ بصبحٍ أو مَـسـا
إلاَّ ويـمـزجُ دمـعـهُ بالـزادِ

وإذا أتـاهُ المـاءُ كي يُطفِ الظمى
يـبـكي ضـحـايا حـَـرةِ الأكـبـادِ

ويـقـولُ أشـربُ والحسينُ بـِكربلا
ذبـحـتـهُ عَــطـشاناً يـَـدُ الأحـقــادِ

وإذا حَـكـاهُ مـُـعـاتِـبٌ في حُـزنـهِ
مولاي غـُـلـْـت للـمُـصـابِ أيــادِ

عيناكَ إن بقيت تجود بـدمـعـهـا
فبياضُـها جَــارٍ من الإجـهـادِ

الـمـوتٌ عـادتـُـكُـم شربـتُـم كأسـهُ
أوليسَ مصرعُـكـُـم بـِـكـلِّ بـِـلادِ

بـشـهـادةٍ نِــلـتـُـم كَـرامَـة خالِـقٍ
إمـَّـا بـِـــسـُـمٍّ أو بـسيفِ مُـرادِ

فيجيبُ إن لـُـمتَ البكاءَ فذا النبي
يعقوبُ يوسفَ قد بكى بحدادِ

وهو العليمُ بأن يوسفَ لم يَـمُـت
وتـَـحُـفـهُ عَـشرٌ من الأولادِ

وأنا أبٌ ما في الوجودِ مـَـثـيْـلـُـهُ
ورايـتـهُ شِـلواً بـِـحَـرِّ وِهـَـادِ

هل عـادةٌ في الآلِ سـبْي نسائِهـِـم
كـُـلٌّ تنادي أينَ راحَ عـِـمـادِ

أم عـادةٌ في الآلِ حرْقُ خيامِـهِـم
من فـاقـدي عَـقـلٍ وكِـلِ رشـادِ

لم أنسى عماتي فررنَ بـلا غِـطا
والنارُ تـذكـو دونما إخــمـادِ

لم أنـْسهم والخيلُ لامستِ الـخـِـبا
والـشِـمـرُ ضرباً بالسياطِ ينادي

هاذي بيوتُ الظالمينَ سنمحُـها
ونـُـحـِـلُ خوفاً كـُـلُّ طيبِ رُقـُـادِ

لم أنـسى مـا فعلوا بمصباح الهدى
رُضَّـت أضالِـعــهُ بـعشرِ جـيـاد

ولـقـيـنا أهوالاً بـكوفـةِ جــدنا
بـالـحـبـلِ قـادونـا لأبنِ زيـادِ

آآآهٍ وذلُ الشامِ أرَّق مضجعي
حتى تناسى الليلَ طولُ سهاديِ

مِـثـلُ الـعـبـيـدِ مكـبلين أتوا بنا
وعلى اليدينِ مَـذلةُ الأصفادِ

والشامِـتونَ عـيـونـُـهُـم حاطت بنا
فرحوا وقالوا بـَـهـجَـةَ الأعـيـادِ

لم أنسى زينبَ والكفوفُ خـِـمـارُها
والرأسُ يَــبـكِـيـها من الـمـيـادِ

ويـزيـدُ يـنـكـُـث بالعصا أسنـانـهُ
فرحاً ويـُـنـْـشِـدُ قد بَـلـغـْـتُ مرادي

ورقـيـةٌ لـمَّا رئـتـهُ بـِحـجـرِهـا
مـاتت لــيـُـتـْمٍ في بـلادِ أعـــادِ

.... الشاعر: باسم العمران 1433هـ ....

البنت العلوية

شكرا اختي الكريمة على طيب الكلمات التي نثرتها على مشاركتي

المتواضعه تجاه مصيبة سيدي ومولاي الإمام السجاد عليه السلام

موفقة إن شاء الله لكل خير

باسم العمران

فداك يا حسين .. لك خالص الشكر على التعقيب واقتطاف اخر برعم شعري من غصن القصيدة

وهذا يدل على الإهتمام من طرفكم

وفقكم الله لكل خير

باسم العمران

الشكر موصول لك

والحمد لله إن كانت القصيدة قد نالت حسن الرضا

متمنيا للجميع دوام الموفقية

باسم العمران

الأخت الكريمة فاطمة الزهراء

لك مني خالص الشكر على تعقيبك الجميل تجاه قصيدتي

وفقك الله لكل ما يحب ويرضا

باسم العمران