هاذي المدينة أيُّ حال ٍ حـالـُـهـا
بـل أي شـَـرٍ أضمرتـهُ رجـالـُـها
ما إن توارى المصطفى تحت الثرى
حتى على الأطـهـارِ شـان فِــعـالـُـهـا
فـالـبـضـعةُ الزهـراءُ أولُ مقـصدٍ
ولـهـا سـرت للـنائبات جـِـمـالـُـهـا
ويـحٌ لـهـم ماذا جنت في حـقـهـم
وهي التي ما بان قـَـطُّ خـيـالـُـهـا
أولـم تـكـُـن مِـشـكـاة نـورِ مُـعـظـَّـمٍ
بــزغت فـشع إلى الـوجودِ جَمالـُها
أولم تـكُـن بـنـتـاً وأمَّــاً للــهـُــدى
يَــلقى الـمهانَة إن اُهـيـْنَ دلالـُـهـا
أولـم تـكـُـن عـِــدلاْ لأخـِـرِ مـُــنــزَلٍ
من قـبـلِ خـَلـقٍ قـد اُقـِـرَّ كـَـمـالـُـهـا
وشـفـيـعــةٌ يــومَ الـحِـسـاب لأمــةٍ
مـُـزجت بشهواتِ الهوى أعمالـُهـا
لـكـنـهـا الأهــواء تـفـعـلُ فِــعـلـهـا
وعلى القلوب تـحـجـرت اقـفـالـُهـا
صـرخـوا ابـاحـسـنٍ هَـلــمَّ لـبـيــعةٍ
فالأمر شورى والرماحُ ظِـلالـًـهـا
إن لم تـبايـع سوف نشعلُ داركــم
ناراً وإن شكت اللـظـى أطفالـُـهـا
أطـمـاعُهم كشفت حـقيقة بُـغضهـم
في نـِـحـلةٍ سـلـبوا واُهـْـدِر مَالـُـهـا
والسيف كـبَّـر في الرقاب لمن عصى
والـصَّـحـبُ مُـطـرقـةُ وعــزَّ مـقالـُـها
خـضعـت لِــحُـكم السامري وعـجـلـهِ
يـا أمـَّـــةً ســــادت بِــهـا أذيـــالـُــهـا
والـمـرتـضى قـد قــيـدتـهُ وصـيـَّــةُ
أن لا يـقـومَ وإن هـوت أهــوالـُـهـا
صـبـراً إذا ضُــربـت حـبيـبة ربـِّــيـها
فـلـكـم حَـشـاً ضربُ السيـاط يـنالـُـهـا
صبراً إذا عُـصرت وكسـِّـر ضِلعـهـا
فـلـكُم شــمـوسٌ بالـطـفوف زوالـُـهـا
صـبراً إذا أنـَّـت واســقـط حـمـلـُـهـا
فـَـلـَـكـَـم سيُـنحَر بالسـيوف عــيالـُـها
صبراً لـيومٍ سـوفَ يـعلـو قــَـائِــمٌ
يـُـمنى الـعدالةِ حكـمـُـه وشِمالـُـها
.. باسم العمران 1433هـ ..