بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اليوم سأضع بين يديكم الكريمتين عمل من أعمالي وهي ( رسمة ) لسيدي
ومولاي القاسم ابن الحسن عليهما السلام
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لما قتل أصحاب اﻹمام الحسين عليه السلام في اليوم العاشر من المحرم
وبقي وحيدا في كربلاء ، أقبل القاسم ابن اﻹمام الحسن عليهما السلام إلى
عمه اﻹمام الحسين عليه السلام وقال له : السلام عليك يا عم ،
أتأذن لي أن أمضي إلى هؤلاء الكفرة فأذكرهم الله ورسوله ؟
فقال له اﻹمام الحسين : أنت من أخي علامة
وأريد أن تبقى لي ﻷتسلى بك فلم يأذن له بالقتال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجلس القاسم في خيمته وهو باكي العين حزين القلب،
وتذكر أن أباه اﻹمام الحسن عليه السلام قد ربط له عوذة
في كتفه اﻷيمن وقال له : يا بني إذا أصابك هم وحزن
فعليك بحل العوذة ، والعمل بما تراه مكتوبا فيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقام القاسم مسرعا إلى عمه اﻹمام الحسين عليهما السلام
وهو فرحا مسرورا ، وأعطاه وصية والده اﻹمام الحسن عليه السلام
فلما قرأ اﻹمام الحسين ماكتب في العوذه تذكر أخاه اﻹمام الحسن وبكى بكاء شديدا
وقال له : يا ولدي أتمشي برجلك إلى الموت ؟ فقال القاسم :
وكيف ﻻ وأنت وحيد بين اﻷعداء ، فعانقه اﻹمام الحسين عليه السلام
وقبل ما بين عينيه وجعلا يبكيان طويلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهنا أخذ إمامنا الحسين بتنفيذ وصية أخيه اﻹمام الحسن له هو ،
وهي أن يزوج القاسم بأحد بناته عليهم السلام
فعقد اﻹمام الحسين للقاسم ابن الحسن على أحد بنياته وذلك تنفيذا لوصية أخيه
وذهب القاسم مع ابنة الحسين في خيمة وهما منكسان الرأس
يبكيان على حال اﻻمام الحسين و وحدته ،
و على ماجرى لعمهم أبي الفضل العباس من فضخ رأسه وقطع كفيه الكريمتين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ولما اشتد العطش باﻷطفال ، نادى اﻹمام الحسين عليه السلام : أما من ناصر ينصرنا ؟
أما من ذاب يذب عنا ؟ فلما سمع القاسم عليه السلام النداء
قام من ساعته وهو ينادي : لبيك يا عماه لبيك
و أقبل قاصدا إلى عمه اﻹمام الحسين وقبل يديه ليأذن له بالقتال ،
فلما رآه اﻹمام الحسين عليه السلام على هذه الحال
ألبسه ثياب أبيه اﻻمام الحسن على هيئة الكفن وشد سيفه في وسطه وأذن له بالقتال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
فمضى القاسم لوداع أمه السيدة رمله عليها السلام ، فلما سمعت صوته نادت :
إعلم يا بني أنه إذا كان يوم القيامة ينصب لجدتك السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
كرسي من نور تجلس عليه فتأتيها أم البنين و في يدها
رأس أبا الفضل العباس عليه السلام و هي مستبشرة ،
وتأتيها أم علي اﻷكبر عليها السلام و في يدها رأس ولدها علي اﻷكبر ،
وكذلك الرباب وفي يدها رأس عبد الله الرضيع
وأنا أريد أن أحمل رأسك لتفرح الزهراء بك نصرت ولدها اﻹمام الحسين عليه السلام
فقال لها : حبا وكرامة لك وأنت إذا رأيت أحد مات عطشانا فأذكريني يا أم ،
وإذا رأيت شابا لم يتهنأ بعرسه فأذكريني يا أم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ثم توجه القاسم إلى المعركة وهو ينادي :
إن تنكروني فأنا نجل الحسن سبط النبي الطاهر المؤتمن
هذا الحسين كاﻷسير المرتهن بين أناس ﻻصقوا صوب المزن
وقاتل اﻷعداء قتاﻻ عظيما حتى قتل على صغر سنه عددا كثيرا من اﻷعداء ،
وقد أنقطع شسع نعله اليسرى فوقف يشده غير مقترفا باﻷعداء
ثم بدأ يقاتل ، فجاءه عدو الله فضربه ضربة بالسيف على رأسه
فوقع موﻻنا القاسم عليه السلام وهو ينادي : أدركني يا عماه يا حسين ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
فأقبل اﻹمام الحسين عليه السلام إليه فضرب قاتله و
هو يبكي ويقول : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدك و أبوك
وانحنى عليه فاذا به قد غمض عينيه وفارقت روحه الدنيا
فحمله اﻹمام الحسين ورجلاه تخطان اﻷرض و وضعه مع القتلى في الخيمة بجانب ابنه علي اﻷكبر ،
هذا وأم القاسم السيدة رمله و عمته العقيلة زينب عليهم السلام و باقي النساء
يبكين بكاءا شديدا لفراق القاسم عليه السلام
جنت أتأمل بساعات العرس وافرح بزفتك وتطيب النفس
ماجنت ادري بالحاله تنعكس وانظرك منجتل بالطف ظامي ....