اقتضت الحكمه الالهيه ان يمرض الامام ع وتصيبه حمى اعجزته عن القبام .ولذالك لم يشارك في واقعة الطف ويحمل السلاح. ولكن روحه مع احداثها .وكانت عواطفه وفكره مع الامام الحسين ع ..وفي عصر عاشوراء جاء الامام الحسين ع الى خيمة ولده السجاد ليودعه وكانت عنده عمته زينب تمرضه فعندما دخل الخيمه اراد الامام زين العابدين ان ينهض فلم يتمكن من شدة المرض فقال لعمته سنديني الى صدرك فهذا ابن رسول الله قد اقبل فجلست السيده خلفه وسندته الى صدرها .فجعل الامام يسأل ولده عن مرضه وهو يحمد الله تعالى .ثم قال ياابتي ماصنعت اليوم مع هؤلاء المنافقين .فقال له الامام الحسين ع ..ياولدي استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله فقال السجاد ياابتاه اين عمي العباس*عندها اختنقت عمته بعبرتها وجعلت تنظر الى اخيها.فقال يابني ان عمك العباس قد قتل وقطعوا يديه على شاطيء الفرات .فبكى المام السجاد بكاءا شديدا حتى غشيه عليه .فلما افاق جعل يسال عن شهداء اهل البيت واحد بعد واحد والامام يخبره باستشههدهم
فقال واين اخي علي وحبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجه وزهير ابن الفين .فقال له الامام الحسين يابني اعلم ان ليس في الخيام رجل الا انا وانت فبكى الامام السجاد بكاءا شديدا ثم قال لعمته زينب ياعمتاه علي بالسيف والعصا فقال له ابوه وماتصنع بهما فال اما العصا فأتوكا عليها واما السيف فاذب به بيت يدي ابن رسول الله
ص فانه لاخير في الحياة بعده فمنعه الامام الحسين ع عن ذالك وضمه الى صدره وقال له ياولدي انت اطيب ذريتي وافضل عترتي وأنت خليفتي على هؤلاء العيال الاطفال فأنهم غرباء مخذولون قد شملتهم الذله واليتم وشماتة الاعداء ونوائب الزمان ثم لزمه بيده وصاح باعلى صوته ..يازينب وياام كلثوم ويارقيه ويافاطمه اسمعن كلامي واعلمن ان ابني هذا خليفتي عليكم وهو امام مفترض الطاعه ثم قال ياولدي بلغ شيعتي عني السلام .وقل لهم ان ابي مات غريبا فأندبوه ومضى شهيدا فابكوه
وتاثرت نفسه الطاهره وتضاعفت علته عليه لما يشاهد من وحدة ابيه بين الاعداء ولم تمضي الا ساعات الا وهو يرى رأس ابيه الطاهر على رمح والملاحظ ان مرض الامام كان مصلحه ربانيه للمحافظه والابقاء على حياته لكونه الامتداد الطبيعي للامامه وحمل لواء التعريف بالنهضه المباركه واخذ يفضح الحكم الاموي وبث الوعي بين الناس