أذيـبـيني على شفتيك لـحـنا
فأنت الوجد إحساسا ومعنى
وأنتِ في سما العلياء وهـجٌ
به مـحق الدجى فـزهوتِ رُدنـا
وقوديني إلى المرفوع ذكرا
فقد ذاب الهوى فيمن تـمنى
وحاشى أن يلام ولو بهمسٍ
فـما قـلبٌ هـوى إلى تـغـنى
بصوتٍ رتـل الأشعار نـظما
ونثرا حتى طاب الشعرُ لونا
قوافٍ أبـحـرت في سحرِ نونٍ
صواريها تـُـحيلُ الحرف فـنا
فـترسو بين فاعِـلـتٍ وفـعْـلٍ
مرافئها حـوت ما صح وزنا
لمن لولاه لا كـانـت سـماءٌ
ولا أرضٌ ولا كانوا وكـنـا
لـمن لـولاه لم يُــعـرف إلــهٌ
ولا بـاءٌ هـدت كـافــاً ونـونا
ولا طلعت لـنا بالأفق شمسٌ
ولا صبحٌ أتيى والليلُ جـنـِّـا
فـماذا لـيـلة الميلاد نحكي
جـمالك فـاتـنٌ إنـا فـُـتـنـَّـا
ومـا فـي حُـبـنا شـك ولـكن
إذا ما اطرب الشادي طربنا
وكفُّ الدهرِ قد أضحى سعيدا
ومن طيفِ السنا نوراً تحـنـَّـا
وغـرد بـلبلٌ فـوق الـروابـي
فأرجع للذي قد شابَ سـِـنـَّـا
بـيــومِ قد هوى إيـوانُ كسرى
وساوى مـاؤهـا الجـبار أفـنى
ونـارٌ لم تـعُـد بالكـفـر تذكو
بـكـتها أعـيـنُ الـكفارِ حـُزنا
بـعـامٍ فـيـه ابـرهـةٌ يــنـادي
لـهـدمِ البيت إنا قـد اتـيـنـا
وما يدري بأن البيت بـاقٍ
لمن كانـت له دُنياهُ سِـجنا
نـبــيٌّ جــدهُ يــدعو بـحـزنٍ
مـن الـظلام يا ربـي اجــرنا
اجـِــرنـا يــا إلـهـي مـن بـــلاءٍ
فـإن الـوعـد في المحفوظ مَتـنا
فجـائت رحـمـة المـولى بـجيشٍ
كـ لـيلٍ قد سجـى او بان مـُـزنـا
طـيـورٌ من أبـابـيـلٍ أغـارت
بـسجينٍ به المذهولُ جـُــنـِّا
وذاك العـمُ في البيداء يدعو
إلـهى إن حجـبت الغـيث عنا
فـهـذا وجْهُ مــن أحبـبت ربـي
بــنـورِ بـيـاضــهِ قــطراً أغـثنا
فخر القطرُ من أحشاء مزنٍ
لـمـبـعـوثٍ اتـى بالـحـق فينا
فـطـيـبـي لـيـلـة الميلاد اُنـــسـا
فنجمُك زاد في العـلياءِ حـُـسـنا
دنـا من موضعٍ جبريلُ يـُـمـحى
ومـا لـسـواهُ رب الـعـرشِ أدنـا
وجـئـتُ إليـكِ بالأشـعـارِ أشـدو
لـخـيـر مــرابــعٍ سـيـرتُ بـُــدنا
وكان الـحـمـل مـا قــيــسٌ لـ ليـلى
أهـــاج الــشـوق والأجــراسَ رنــَّا
باسم العمران (مهيب) 1433هـ