(أرض الولاية) مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

أرض الولاية
................

أنتِ القداسة والأقداسُ سُـكناكِ
أعلاكِ ربُّ الـعُـلا زهـراءُ أعـلاكِ

فوق الـعـوالـِـمِ والأفـلاكُ شـاهِـدة ٌ
وشـقَّ من فـاطِـرٍ إسـماً فـسـمَّـاكِ

أرضَ الولاية يا أسرار أحـجـةٍ
حار الحجا مُــذ هوى في كـُـنـه معناكِ

يهوى الحقيقة في أجلى معالمها
إذ الحقيقة في الأضـواءِ عيناكِ

مـا قــال إنـهـما للـنـخـلِ واحـتــهُ
أو للـدجى بـدرُهُ أو وحـْــيُ أمـلاكِ

لـقـد رأى فــيـهـما أســفـارَ قـافـلـةٍ
جــاءت وفي مـتـنـِها أشـواقُ مرآكِ

ومَـحـمـلا نـاعـِـسا والعـيسُ تحملهُ
وعن بريق الـسنـا غطـاهُ رِمشاكِ

وشـاعِــرا قـد رمـى بـالشعـرِ أفـئـدةً
فيها الدمـوعُ وفيها الـشـهـــدٌ خـطـاكِ

أتـاهـُـمـا راهـِـبٌ من ديـْـرهِ وجـلاً
فـالـرَّبُ قــُـداسـَـهُ بـالـفيض ِ آتــاكِ

ودونــهُ فــارسٌ قــد قـام مرتجــزاً
ما أجـملَ الموتَ إن بالموتِ لـُـقـيـاكِ

دارُ ارتـِحـَالٍ هـُما أم مأوى راحِـلـَـةٍ
أم لـوعـةً فـيـهـمـا للـوجـدِ رُحـمـاكِ

رُحـماكِ من ناسِـكٍ قد حـج مـُـعـترفا
لك المناسكُ يا أعـمـالَ نـُـسـَّـاك

رُحماكِ عـنـْـد الصفا يـعـدو وتـسبقـُه
لــزمْـزمٍ دمـْـعـَـة ٌ نـجـواهُ نـجواكِ

الـحـبُ قـِبـلـَـتـُه والـعـشقُ كـعـبـتـُـهُ
بل أنـتِ وِجـهـتــُهُ هـيهاتَ يـنـساكِ

مـُـذ كان طـفـلاً هوى الـذكرى يداعِـبهُ
فـي بـيـتـهِ مَـحـفـلٌ في يوم ذكراكِ

لما قـوى عـُـودُه زادت مـحـبـَّـتــهُ
والشِـعْــرَ يـنـشـدهُ والشِـعــرُ قــفــَّـاكِ

بالكـافِ قــافـِـيـة والكافُ حـرفُ روي
يـروي القلوبَ التي عـطـشـا لـسقياكِ

وما جمال القوافي حـيـنَ يـبصرُها
إلاَّ لـنـظـمٍ غـدا ترتـيـلَ أفـلاكِ

وما السطور سِوى تـرنـيـمٌ مـُـغـرمـةٍ
يا دفـقـهَ الضوءِ والأضواءُ مَـلفاكِ

أهواكِ طِـفـلَ رِضـِـاعِ للـفـطـام أبـى
مَـنْ نـبعهُ فـاطـمٌ ما تـاق للزاكـي

أهواكِ كـفَ دُعـَـاءٍ قــام مُـبـتـهـِـلا
نحو الإلـهِ وحبُ الوصلِ تـقـواكِ

أهـواكِ طـيـفَ خـيـالٍ زادنـي شغفـا
حتى وقبل الـهـوى قد كـنـتُ أهواكِ

إن صاغني بـُـرعـمٌ أو شــاعـِـرٌ عَـلــَـمٌ
ما راعـني إنـنـي أدمـنـْـتُ سـُـكـنـاكِ

يكفي غـــداة غـَـــدٍ بالحشرِ أعـليـنُـهـا
عند الإلـهِ ردائـي طـُـهـْــــرُ رُدنـاك

أشـتـمُ عـِـطراً زكــيـاً ما لـهُ شـبــهٌ
إن قـُـلتُ مـِسكاً فمسك الـقـولِ طرواكِ

وكُـلًّ مِـسكٍ وقـد طـابـت روائـِـحُــهُ
تبقى جـواهـِـرُهِ مـا صـاغـهُ فــاكِ

وكُـلًّ وردٍ وقد فــاحـت نـسائِـمـهُ
أنت الرياضُ لـه والروضُ خــداكِ

من أنت فاطمةُ .. تـُشفين ذو سـقـمٍ
والناسُ إن بـُـليت بالـهـَـمِّ تـنـخـاكِ

من أنت فـاطمـةٌ .. تـُحين من وسـن ٍ
بسماتَ وجـدٍ خـبـت في وجـنةِ الباكي

من أنت فاطمةُ .. لولاكِ ما سطعت
شمسٌ ولا قد زهـى وردٌ بأشواكِ

من أنت فـاطمـة .. لولاك ما خـلـُدت
آيات ذكـرٍ وفيها الذكـرُ نـاجاكِ

من أنت فاطمةُ .. لولاكِ ما نـطـقت
تلك المعاجز تـُـجـلي دمـعـة الشاكي

من أنت فاطمةُ .. لولاكِ ما بـقـيـت
أعــتابُ دُنـيـاً ولا مـُـلـْـكٌ لـمـُـلاَّكِ

بل لا سماءَ عَـلت من دونِـما عـمـدٍ
بل لا نجومَ سرت في دربِ أفلاك

بل لا جبالَ رست أوتــادَ يــابـِـسـةٍ
بل لا بـحـورَ حوت رِزقــاً لأسـماكِ

بل لا مـياه جرت ما بين أوديــةٍ
ولا البيانُ جـرى من مـنـطـق الحاكي

ولا الهداةُ هدوا والخلقُ قد عرفوا
ربَ الـوجـودِ خـفـيَّ الـكـنـزِ مولاكِ

لولاكِ ما عُرِفَـوا لولاك ما عـبـدوا
لولاكِ ما خـُلـقوا .. لولاكِ لولاكِ

أرضَ الـولايـةِ في الـقرانِ مـفـترقٌ
أحـكـامُــهُ الآلُ والأحـكـامُ مـرسـاكِ

في سورة النور أنت النورَ مؤتـلقا
ربُ الـبـريـةِ بالـمشـكـاةِ نـاداكِ

وسورة القدرِ في القرانِ تخبرنا
بأنك الخيرُ من ألفٍ فـرجــواكِ

وأنـتِ بـضْـعـة هادينا وكـوثرهُ
بل أنـْتِ روحٌ لـهُ يـؤذيهِ شكـواكِ

قـد كـنـتِ أنـت ومـا بالـعـرشِ من مَـلكٍ
وفـالـِـقُ الـحـَـبِّ للــمحبـوبِ أبـقاكِ

تــُـفــاحـَـةً في ربى الفـردوسِ لامِـعــة ً
والـقطـْـفُ لما دنـا للـقــُـطـْـبِ أهـداكِ

كـُـــنْ .. أمرُ خـالـقـِـنا إمـضا مشيئتـهِ
كافٌ ونونٌ خـِـطـابُ الأمـْـرِ حرفاكِ

والـهــاءُ في إنــَّـهـا قـد قـيل أنت لـهـا
كـُبـرى وصديقـةُ والـهـاءُ فـحـواكِ

تـِلـكَ الـقـرونُ الأُلى دارت بما عَـرَفــَـت
ما نـِـلـْـت من شــرفٍ اللهُ أعطاكِ

وما المشيئة إلا أنـتِ مـرتـَـعـُـهـا
وما الـمعاجز إلاَّ بعـض أشياكِ

وما الـهـدايـةُ إلاَّ أنتِ جـوهـَــرُهـا
تـهـديـنَ بـالـبــــاءِ أمرُ اللهِ دعــْــواكِ

ونـقـطـة الـبــاءِ لـيـثُ الحربِ حـيـدرة ٌ
قـد كـنتِ مأوىً لـه مُـذ كـانَ مــأواكِ

بـحـرانِ أنـْـتِ مع الكرارِ يـلـتـقـيـا
كـي يـُـثـْـمِـرَ الـتـينُ والزيتونُ إبـنـَاكِ

مَــهـْــرٌ لـكِ الـماءُ قـد آتــاكِ خـَالـِـقـُـنـا
والـمـاءُ تـحـت الـكِــسـا زهــراءُ غـَـطــَّاكِ

إن كان مـِنـهُ حـيــاةُ الـكـونِ كـُـلــِّـهـُـمُ
فأنـتِ نـبـعٌ لــهُ يــجــري بـدنـيـاكِ

أرضَ الــولاية يا مـهـوى لأفــئِــدة
أنــَّـت بـشـوقِ حـبـيـبٍ أيـْـن مـثـواك

صلى عليـْـكِ مـلـيـْـكٌ في السما قـِـدمـاَ
والــكــونُ صلى ويرجو منكِ مرضاكِ

..... باسم العمران ....