فجر الظهور (مولد الإمام المهدي)

الـزنـبـقاتُ سـِـيـاجُها اللبلابُ
والناعسات رحيقها الأطـياب

والـفاتنات بما حـوبـيـن ترنمت
وعلى الغصونِ عبيرُها يـنسابُ

وأرى الندى يـسقي الورودَ عـِـذابَـهُ
فـــإذا بــوجـــنــاتِ الـــوردِ عـِــذابُ

يــالـيـْـلة والبدرُ وجـه قـصـيـدةٍ
مضريــةٍ ونـجـومُـهـا كـُــتـَّــابُ

كَـتـَبـوا بنور الله أطهـر صـفـحـةٍ
وتـطـرزت من طهرها الأثــــواب

في النصفِ من شعبان قد ولِــد الهُدى
يـالـيـلـة جُــلِــبــت لــهـا الأنـــخـــابُ

وأرى حـكـيـمة والبشارةُ عِــنـدها
وهــجٌ تبدى ما غـَــشـاهُ سـحــاب

والمرسلونَ تـوافـدوا ليهـنـئـوا
العسـكـريَّ ومــا بـهـم غـُــيـَّابُ

وملائك التوابِ أشرق نـُورُهـا
فــرحــاً لـنـورٍ أبـقــهُ الـتـوابُ

ولـنـرجـِـسٍ أم الـكـلـيـمِ وكلـثـمٌ
آتـيا بـمـريـمَ فالـولـيْـدُ مـُـهَــابُ

وآتت لها لعـيا وبنـْتُ مـُـزاحـِـمٍ
دعـوى لبـسمات البتول أجـابوا

طوبى لـنرجسَ يـوم أن وضعت بهِ
للهِ قــــد شـَـرُفـَــت بــهـا الألــقــابُ

من مِـــثــْـلـُـها أمٌ لمصباح الدُجــى
كـُــلُ الـوجـودِ إلى الإمـــامِ رِحــابُ

قـد نالتِ الـمـجـد الـعـظـيـمَ لـمولـدٍ
فـيه المـشـيـْبُ سـيكـتـسيهِ شـبـابُ

ويـعــودُ للـحـق المـبيـنِ بــريـقـه
والـوحـشُ لا يـبـقى بـه المخـلابُ

وتسير في جُـنـْح الـظلامِ قـوافـِلٌ
عـبـثا يــحاول سـلـبـها الـسـلابُ

( وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)
----------------------------------
لا لست أنوي أن اقول إلى مـتـى
هذا الغيابُ وما هي الأسبابُ

لا لـن أنـادي هــل تـراكَ بأرضــنا
أم أنـت فـي أفـق السماءِ شِــهـابُ

والــحــال اني يـــا إمــامُ لـقــاصِـرٌ
أن أُعـطـي ما أعـطـتكـموا الأحبابُ

أو أن أكــونَ كـــزورقٍ فـي لـُجـَّـةٍ
بَـصُـر الطريقَ وإن غـَـشاهُ ضبابُ

أو شـاعِـــرٍ قـادته قـافُ قـوافـيٍ
لـهوى غـَــرامٍ والـغــرامُ عـَـذابُ

ندعوك عَـجـِّـل والذنوبُ تـُـحيـطــُـنا
ونـقـول إقـــدم فالـكـُــفــوفُ حِــرابُ

أي الحِـرابِ ونحنُ نشكوا ضـعْــفـَـنـا
مـن نـفــسِـنـا ولــتــبـوبــهٍ نــرتـــابُ

وذنوبُـنـا تأتي بأيِّ جـِـنـايـَـةٍ
ونــقـــولُ ربُ غـَافِـــرٌ تـوابُ

وإمـامُــنا حـِصـنٌ إذا لـُذنا بـهِ
فـبه تــزولُ ذنوبُــنا وعِــقـَـابُ

وكأنما بالإسم شـيعـةُ حـَـيْـدَرٍ
تِـرياقــُـنا في النائباتِ مُــذابُ

لــكـنِ جَـزَمْـنـا أن تعـودَ نـقـية
مثل َاللـجـيـِّـنِ إذا كـَـسـَاهُ ترابُ

لـنقـولُ يــا شمساً توارى رسـمُـهـا
خــلـفَ الـسـحـابِ ونـورُهـا خــلابُ

أنت الخِـتـامُ لـعـتـرةٍ من هـَـاشِـمٍ
هُـم رحـمـة المولى هـُــمُ الأبوابُ

وعليك مُــتـَّـكَـلٌ لِتأخـُـذَ ثأرهـم
مـمــن تبرَّت مـنهم الأنــســابُ

جـرد حـُـسامك مـلَّ أطـيـاف الكرى
والـخـيـلُ مـلـَّـت والصهـيـلُ عِـتابُ

قـُـم وامتـطـيها يا بن مسلوبِ الردى
لـيسـت لـغـيـركَ سـَــرجـُـهـا وركـابُ

تعـدو فـيـنـبجسُ الحـِـمامُ بعدوها
كـالـمــاءِ وهو إذا دنــوتَ سـرابُ

وتـُـزلزل البـيـداءَ تـحـت عـدوِّكُـــم
لـصـلاتـِها سـوحُ الوغى مِــحــرابُ

ما زالَ غــوراً مائـُـنا يا سـيـدي
هـَــلَّ قـريـبٌ للـمــعـيـن شــرابُ

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ)

.......... الشاعر : باسم العمران ..........